مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/31/2021 06:52:00 م
هكذا أصبحت الحياة الطبيعية في هذا العالم البائس
هكذا أصبحت الحياة الطبيعية في هذا العالم البائس
تصميم الصورة وفاء مؤذن

 بينما كنا جالسين نتأمل النجوم , و نتمنى أمنيات كبيرة 

..  نرسم أحلام على المدى البعيد ..

نكاد أن نصل إليها , ثمَّ نجمعها قرب بعضها , لنصنع |لوحةً كونيّة| بأسمائنا ..

سألني : حدثيني عن حياتك يا أميرة الزمان ..

ضحكتُ ساخرةً : لا شيء يُذكر من الأهمية , حياتي طبيعية ليست كما تعتقد ..معقدة و شائكة ..

 أرغب بسماع حكايةِ حياةٍ طبيعية في هذا العالم المتصنع ..

سرحتُ في مخيلتي , من أين سأبدأ !!

أطلقت عنان الكلمات قائلةً : 

أغلب الناس تكبر عام تلوى الأخرى .. تمضي سنة كاملة عليهم بأوجاعها و أفراحها ...

 بكل معاني التناقضات الموجودة في هذا الكون الغريب ..

إلا أنا .. كنتُ و ما زلتُ .. أكبر بين الساعة و الأخرى ..

أعيش التقلبات الكونية ..بين الساعة و الأخرى .. 

ينهرس قلبي , ثمَّ يرقص .. بين الساعة و الأخرى ..


ذات يوم .. و قبل أن ألتقيك ..

 أو لربما في أثناء طريقي إليك .. , كانت السيارة على وشك صدمي .. و بلطفٍ من الله .. نجوت ..

الشارع كله امتلأ بالصراخ , و الشتائم .. و لربما البكاء و الموت ..

إلا أنا .. 

غادرتُ بصمتٍ تام .. بعد أن قمتُ بنفض الغبار عن ملابسي ..

هل هذا| الحب |؟! 

أم أنه الانطفاء ؟!


 حسب حالتك الشعورية لحظتها ..

- كنت أشعر بأنَّ مسافة الإبرة المتبقية بيني و بين السيارة ..

كانت  يدك التي أبعدتني .. و عندما علا الضجيج .. شعرتُ باللا شيء ..

ثمَّ أكملت .. أكملتُ طريقي إليك .. 

متذكرةً طعنات الغياب .. و قيح الانتظار .. و كل ما مررتُ به .. دونك ..

كانت الذكريات ثقيلة .. ليس فقط على جسدي ..بل على روحي .. فبدأت أسير بترنحٍ واضح .. فقط .. لأصل إليك .. 

شممتُ رائحتك من بعيد .. هوّنت على نفسي .. بأننا نقترب .. لتسألني

 " كم مترٍ تبقى لنا ؟؟ أخشى أن نصل لنقطةٍ قريبة .. قريبة جداً .. لا نستطع بعدها التحرّك ولو ميلي واحد !! " 

لأجيبها " سنصل .. لابدَّ لنا من الوصول بعد كل هذا العناء و اليأس .. على الأقل .. سنلمح طيفه .. " ...

كان ينصت باهتمام كبير , يحاول توقع عن ماذا سأتحدث أيضاً .. توقفتُ برهة لأعطيه فرصة إن كان لديه كلام , و كما توقعت .. 

 هل هذه حياة طبيعية ؟!

أخذت تنهيدة عميقة : بالطبع .. هي كذلك .. حروبٍ داخلية شيء لا يُكر أمام الحروب الوجودية التي تحدث حولنا .. و مع الآخرين  .. 

لكل من هؤلاء البشر حكايته الخاصة , و غالباً ما يعيش صراع ضخم بين عقله و قلبه .. 

إلا أنا ..

يومياً .. و بين الساعة و الأخرى .. 

أعيش صراعاً مدّمراً بين قلبي وما يعتصره .. و روحي و من يبترها .. 

هذا الوجع كله .. أين كنت تضمريه ؟!

 لا يحق لي التحدث به ..

 و لماذا ؟!!

لأنه ..لأنه في هذا| العالم البائس| .. و الحاضر الشنيع الذي نحيا به على قيد الألم .. لا يحق لإنسانة مثلي زيادة التفجّع .. 

لأنه في هذا العالم البائس .. 

سيكون من المعيب الحديث عن احتراقنا نتيجة الحياة الشخصية ..

لأنه في هذا العالم .. حزنٌ من هذا النوع .. لا مكان له ..سوى |السراب| ..


شهد بكر💗

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.